
ربط على رقبته بوشاحه الرمادي ذو الخطوط الحمراء مستعدا للخروج.. توقّف للحظات مجاهدا ابتسامة أبت إلا ان ترتسم على ركن فيه الأيسر، فقد تذكر انها اهدته ذاك الوشاح في الليلة الاخيرة من سنة 2017..
تلك الليلة التي اخبرته فيها انها تتركه، في نفس الليلة التي خطط لطلبها للزواج فيها..
كان جهّز خطة رومنسية ومجنونة في نفس الوقت.. فهو يكره كل ما هو كلاسيكيّ ونمطيّ.. كل اختياراته وتصرفاته تخرج عن المألوف والمعتاد، وتقترب اكثر للجنون والغرابة.. تماما كما هي.. مجنونة وغريبة الاطوار..
غير متوقعة..
تعشق المغامرة،
تحدي المستحيل،
الرقص على الحدود الحمراء
والشكولاطة..
هو من ظن انه لن تفاجأه يوما فتاة،
هو من ظن انه سمع كل انواع الضحكات، لتأسره موسيقاها..
اختار مقعدا في الصف الاخير لقاعة المسرح، فك وشاحه، نزع معطفه وانتظر بداية العرض..
نفس العرض الذي يحضره منذ.. منذ ان تركته. يأتي خلسة كل نهاية اسبوع ليتأملها تؤدي دورها ببراعة، وكأنها تلقي له بطلاسم تجعله يقتطع تذكرة دخول العرض القادم دون مقاومة او ملل ..
انتهى العرض على تصفيق الجماهير لترتمي بين ذراعي مخرج المسرحية الذي تركته لأجلِه.. يقدمها للجماهير وكأنه صائغ يعرض اثمن مجوهراته بكل فخر ونرجسية..
صُعق تلك الليلة الاخيرة من سنة 2017 بقرارها، تتركه هو من أجل المخرج؟ منذ متى اصبحت ركيكة الذوق ترضى بشاب رتيب مملّ لا يفقه سوى اخراج العروض المسرحية؟ منذ متى اصبحت فتاة عادية تواعد رجل عادي؟
لماذا اهدته ذاك الوشاح تلك الليلة ان كانت ستتركه؟
اقترب منهما بخطى مترددة.. لمحته، كاد يشعر بالقشعريرة التي اعترتها.. بارك لهما نجاح عملهما وقدّم لها هدية متواضعة.. نفس الوشاح الرمادي ذو الخطوط الحمراء.. علّها تحتاجه كهدية لرجل آخر في الليلة الاخيرة من سنة 2018.. الليلة التي قرر فيها ان يتصالح مع الفتيات العاديات جدا !!
خديجة بسيّس – تونس

- تصريح الرئيس علي ناصر محمد حول اتفاق تبادل الأسرى
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: القمح مجانا لأفريقيا
- الرئيس علي ناصر محمد يلتقي مستشار الرئيس الروسي نائب وزير الخارجية
- تقدم روسي "كبير".. ومقتل العشرات من القوات الأوكرانية
- الرئيس علي ناصر محمد يحضر احتفالية مؤسسة اليمن لرعاية مرضى السرطان والأعمال الخيرية