
على رغم اهمية الحراك الدبلوماسي والسياسي الذي نشهده اليوم على المستوى الاقليمي والدولي وتغير المواقف وتحول العداوات الى صداقات وتعاون وتفعيل اتفاقيات امنية واقتصادية بين الدول وتحديدا ما تم بين ايران والسعودية التي دفع شعبنا اليمني ثمنا باهضا لهذه العداوات بالمقابل نشهد عيون اليمنيين والنخب السياسية والسلطات المتنفذة في كافة مناطق اليمن تتطلع في وضع الانتظار والبعض في حالة من الارتياح وانعدام القلق لما قد يحصل عليه اليمن من نصيب من تلك التوافقات الاقليمية الذي الى الان لا يبدو اي وضوح او تسريبات حول ما هو مكان اليمن في خضم جميع تلك المتغيرات المتسارعة وكلما في الامر ان هناك حديث متكرر ونسمعه حتى من قبل هذه المتغيرات الدبلوماسية هو موضوع انهاء حرب اليمن، لكن ما هي السيناريوهات المعدة لتمريرها بموافقة اطراف النزاع المحليين هذا ما يجهله الجميع باستثناء قادة المليشيات المدعومين من دول الاقليم إيران ودول التحالف العربي.
ان كل ذلك يحتم على ابناء الشعب اليمني والنخب الوطنية غير المتورطة مع الاطراف المتنازعة او مع داعميهم الاقليميين تحديد ما العمل؟ وماهي الاولويات امام الاغلبية العظمى من الشعب اليمني الذي تم تغييبه وتغييب مطالبه المشروعة من اروقة المنابر الدولية على حساب طغيان مطالب المليشيات الذي من الواضح انها ستكون بعيدة كل البعد عن مطالب الشعب اليمني وقد يكون ثمنها باهضا على حساب سيادة اليمن وسلامة إراضيه، كون ذلك قد اصبح واضحا من خلال فرض تغييرات واضحة كأمر واقع على الخارطة السياسية والعسكرية التي قسمت اليمن الى عدة مناطق خاضعة لمكونات مليشياويه مدعومة من دول الاقليم بدون استثناء
كل ذلك يتطلب منا جميعا كأفراد وجماعات من كافة الاطياف السياسية والاجتماعية ان نعيد ترتيب صفوفنا كطرف ثالث بعيدا غن وصاية المليشيات المحلية او دول الاقليم لكي نقف دفاعا عن اليمن في وجه اي مخاطر او صفقات قد تتم بين سلطات الامر الواقع ودول الاقليم على حساب السيادة الوطنية او تمزيق اليمن ووضعها بشكلها المجزأ تحت وصاية دول الاقليم التي لم تعد اطماعها تخفى على احد. ان توحيد صفوف اليمنيين واعادة ترميم اللحمة الوطنية الممزقة باعتبارها ابرز نتائج ممارسة لا وطنية للطراف النزاع ، و نبذ اجنداتهم التي كرست الكراهية والحقد والإستعداء المتبادل. وثقافة التخوين والإتهامات لمن يختلف معهم والاسراع في لملمة الصفوف لتكوين راي شعبي وطني معبر عن الارادة الوطنية وفرض السلام وانهاء الحرب وعدم الانجرار خلف اي اجندات لأطراف النزاع التي اتضح انها مجرد ادوات لدول الاقليم مطيعة ومنفذه لأجندات غير وطنية ونتج عنها كوارث انسانية للشعب اليمني وخسارة لما يزيد عن نصف مليون انسان قتلتهم الحرب معظمهم من الشباب والاطفال الذين زج بهم في محارق الموت المذهبية والطائفية، اضافة الى المشردين خارجيا وداخليا والمعاقين ومن فتكت بهم الامراض والاوبئة بسبب انعدام الخدمات الصحية .
اننا نهيب بكافة النخب السياسية والاجتماعية من ابناء اليمن الشرفاء في الداخل والخارج باستشعار المسئولية الوطنية والمخاطر التي تقف امام اليمن وعدم حضورها في اروقة السياسة الدولية بصورة ندية نتيجة لارتهان اطراف النزاع لإرادة الدول في المحيط الاقليمي والدولي ومن الواضح ان هذه الاطراف تتاجر بقضايانا الوطنية وتوظفها من اجل مصالح شخصية وجهوية على حساب السيادة الوطنية وكرامة الشعب اليمني.
ان موقف المتفرج الذي يتبناه الكثير بلا شك يعتبر موقفا سلبيا ولا يمكن ان يستمر في ظل مشاهدة واضحة لتقاسم اليمن بين السعودية والامارات وايران دون ان يكون هناك اي تحرك لمنع هذا التفريط بالسيادة الوطنية من الحدوث و من اجل ذلك فان الطريق الوحيد هو اعادة ترميم اللحمة الوطنية ونبذ الاستعداء المتبادل وتحديد موقف شعبي وطني من كل الاطراف التي ارتمت وسهلت لدول الاقليم وتحولت الى ادوات لها لانتهاك سيادة اليمن وبسط نفوذها على مناطق مختلفة تحت مسميات عديدة غير ذات طابع وطني.
ان العودة الى المطالبة بإنهاء الحرب والعودة الى المسار السياسي على اساس كافة التوافقات الوطنية وعلى رأسها مخرجات مؤتمر الوطني الشامل كمرجعية رئيسية الى جانب كافة المرجعيات الدولية ذات الصلة التي لا تتناقض مع دستور الجمهورية اليمنية هو حق مشروع للشعب اليمني كون تلك المرجعيات الوطنية قد انقلبت عليها جميع اطراف النزاع وبمشاركة ودعم من دول الاقليم التي تسعى تحقيق اطماعها غير المشروعة على حساب سيادة اليمن وكرامة الشعب اليمني.
